هل سيقبل مرضى السمنة حول العالم تخفيض وزنهم بحقنة يومية؟! سؤال طرحه المجتمع العلمى بعد موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على حقن «Saxenda» لعلاج البدانة، وهى عبارة عن جرعة مخفضة من دواء معالج لمرض السكر من النوع الثانى، اسمه فيكتوزا. الصراع محتدم بين المعترضين على الحقن الذين يقولون: كيف نعالج مرضاً بألم شبه يومى مثل الحقن؟ واعتبروا هذا الإجراء العلاجى غير منطقى؟ أما المؤيدون فيقولون إن الحقن ليست بمثل هذه الدرجة من الفزع كما تروجون، بدليل أن كثيراً من مرضى السكر يتقبلون حقن الأنسولين اليومية بدون تذمر، ويتساءلون: هل ألم الحقن اليومى مثل إجراء جراحة علاج سمنة تحتاج إلى مناظير وغرفة عمليات؟! الصراع ما زال محتدماً، والجدل لم يُحسم بعد، لكن لا بد أن نذكركم بأن نزول دواء إلى الأسواق ليس الخطوة النهائية ولا يعنى أبداً انعدام الرقابة والملاحظة العلمية له، فمن الممكن ببساطة سحبه من الأسواق بعد طرحه، ولنا فى دواء الميريديا أسوة سيئة نحكيها لكم فى عجالة.. بعد ما حصل دواء «سيبوترامين» (ميريديا) على موافقة إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) تم سحبه، طريقة عمله تزيد من مستويات المواد الكيميائية فى الدماغ التى تجعل الإنسان يشعر بالشبع وترفع من معدل حرق السعرات الحرارية قليلاً، ولكن «سيبوترامين» يؤدى أيضاً إلى رفع مستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، الأمر الذى أثار القلق والمخاوف من أن ذلك قد يجعل مستخدميه أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية. وفى العام 2010 أكد تقرير نُشر فى مجلة نيوإنجلاند للطب هذه المخاوف، وقد تناول نحو 10٫000 شخص ممن يعانون من زيادة الوزن أو من السمنة المفرطة والمصابين بمرض فى القلب أو بمرض السكرى من النوع 2، أو بكليهما معاً، تناولوا دواء سيبوترامين أو الغفل (Placebo - البلاسيبو - «الدواء الوهمى»)، معاً مع اتباع نظام غذائى وممارسة برنامج تمارين رياضية من 3 إلى 4 سنوات، وقد لاحظ الباحثون أن الشخص الذى تناول سيبوترامين قد تعرّض لاحتمال واحد من بين كل 70 (أو واحد من كل 52 إذا كان الشخص يعانى بالفعل من مرض فى القلب) للإصابة بنوبة قلبية غير مميتة أو بالسكتة الدماغية. وهذا الخطر يلقى بظلاله على المعدل المتواضع لفقدان الوزن بين مستخدمى سيبوترامين، الذى كان أقل من 9 أرطال (ما يعادل 4 كيلو) بعد عام كامل، وبعد فترة وجيزة من نشر هذه النتائج سحبت شركة «أبوت»، وهى الشركة التى أنتجت سيبوترامين، الدواء من السوق بناء على طلب من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية. إليكم بعض النقاط السريعة حول الحقنة الجديدة لأننا لا نستطيع أن نتجادل حول دواء قبل أن نعرف ماهيته. - حقن «الساكسيندا» تُستعمل لمن يتجاوزون رقم الـ30 كمعامل كتلة جسم أو الـ27 ولديهم ارتفاع فى ضغط الدم. طريقة عمله أنه يشبه «هورمون» فى الأمعاء اسمه GLP1 وظيفته أن يخبر المخ بأنك شبعان، وقد أجريت التجارب على 4800 مريضاً لمدة سنة واتضح أن 60% من المرضى الذين يحقنون يومياً 3 مجم قد فقدوا 5% من وزنهم و31% فقدوا أكثر من 10%. أعراض الدواء الجانبية: غثيان، قىء، إسهال، انخفاض سكر شديد، نسبة قليلة تعانى من خلل فى ضربات القلب أو التهاب بنكرياس ومرارة، والبعض تهاجمه أفكار انتحارية، وحذرت الشركة المنتجة مرضى سرطان الغدة الدرقية من تناوله. متى يوقف الدواء؟ إذا مر 16 أسبوعاً ولم يتجاوز انخفاض الوزن 5%. سينزل الدواء إلى الأسواق فى الشهور الأولى من 2015.